أبو غزالة: تقنية المعلومات ستشكل الجهاز العصبي لاقتصادات الدول مستقبلا
إبراهيم المبيضين
عمّان- أكّد رئيس مجلس إدارة مجموعة طلال أبو غزالة (TAG)، طلال أبو غزالة، أن تقنية المعلومات والإنترنت سيقودان اقتصادات الدول خلال المرحلة المقبلة، مع دخول هذه الوسائل وتطويعها لخدمة القطاعات الاقتصادية كافة، مشيراً إلى أنّ "الرقمية" ستكون في المستقبل "بمثابة الجهاز العصبي" لاقتصادات الدول ومجتمعاتها.
وقال أبو غزالة في حديث خاص للغد السبت الماضي إنّ أحداً لم يكن يتوقّع تلك الطفرة والتطور التي شهدتها شبكة الإنترنت بما لحقها من تطورات متسارعة في خدماتها ومواقعها والأجهزة المتصلة بها، مؤكدا بان المستقبل القريب والبعيد سيحملان المزيد والكثير من التطور في هذا المجال مع اندماج ودخول الرقمية وتقنية المعلومات والإنترنت كل تفاصيل الحياة اليومية للمجتمعات.
وأضاف أبوغزالة في رده على أسئلة للغد حول مستقبل تقنية المعلومات وتأثيرها في الاقتصادات والحياة الاجتماعية للأفراد والمجتمعات : "اعتقد بان الرقمية ستكون بمثابة الجهاز العصبي للاقتصادات والمجتمعات؛ لاننا سوف نتحكم بالأشياء من خلال الرقمية وخدماتها، سوف نتعلّم ونتاجر بالاعتماد على حلولها ووسائطها المختلفة؛ سوف نتواصل، ونكتب، ونخبر، ونبحث عن المعلومة والخبر من خلال الوسائط الرقمية وشبكة الإنترنت، والخلاصة سوف نعمل كل شيء ونتعامل مع الأفراد والأشياء عبر الإنترنت والوسائل الرقمية".
وقال : "وفي هذا السياق، يمكن ان نطلق على الفرد المستخدم، مصطلح (الإنسان المعرفي)، ليعبّر عن الفرد أو الإنسان الذي يدير كل جوانب حياته باستخدام التقنيات الرقمية، ومن خلال وسائطها التي سوف تندمج مع بعضها البعض".
ومن جهة أخرى، وتعليقاً على توجهات القطاع، قال أبو غزالة "اعتقد بانّ خدمات الاتصالات وأجهزتها، تتجّه للاندماج مع بعضها البعض، حيث لن يكون هنالك جهاز ثابت وآخر محمول أو متنقل، وهذا ما سنراه في المستقبل، وهو أمر سوف يحمل للمستخدم المزيد من التسهيل في تسيير أمور حياته اليومية العملية أو الحياة الاجتماعية، أو بعبارة أخرى سيجعله على اتصال دائم بعمله، ومعارفه والعالم الخارجي والبحث عن معلومات".
وعلاوة على "الاندماج"، قال أبو غزالة "اعتقد باننا سنصل في وقت ما في المستقبل ستصبح فيه معظم خدمات الاتصالات مجانية، وان يصبح الإنترنت عريض النطاق عالي السرعة، وحديثي هنا عن السرعات العالية الحقيقية حقا أساسياً للإنسان في مجتمعه أو دولته".
وأضاف أبو غزالة "أعلم بان ما سبق ذكره وكاننا نتكلم عن عالم مختلف، ولكنني اعتقد بان بعض ملامح ما سبق ذكره من توجهات قد بدأت تتضح".
وأشار إلى أنّ على العالم العربي، والعرب بشكل عام والأردنيين بشكل خاص ان يتبنوا المعرفة أساساً لخلق مستقبل أفضل، واقتصاد أقوى، والمنافسة في هذا العالم المفتوح، "الذي اعتقد بانه لن يكون هنالك مكانا فيه لإنسان غير معرفي".
وقال أبو غزالة "يجب تعزيز إدخال وإدماج تقنيات الاتصالات، والرقمية والإنترنت في جميع مجالات الحياة والقطاعات الاقتصادية وغير الاقتصادية، للاستفادة من مزاياها في خفض التكاليف، وزيادة الإنتاجية والكفاءة، وتأسيس لاختراعات وأفكار ريادية في هذا القطاع".
ويشار هنا الى انّ آخر الأرقام العالمية تشير الى تزايد استخدام خدمات الإنترنت عريض النطاق عالي السرعة في مختلف أرجاء العالم، حيث توقع الاتحاد الدولي للاتصالات مؤخراً ان ترتفع نسبة انتشار استخدام الإنترنت على المستوى العالمي الى 60 % حول العالم بحلول العام 2015 (بعد سنتين).
وكان تقرير بعنوان "قياس مجتمع المعلومات 2012" الصادر قبل شهرين عن الاتحاد الدولي للاتصالات أكد ان الوصول الى هذه النسبة من انتشار استخدام الإنترنت حول العالم، تتطلب ارتفاع نسبة انتشار الاستخدام في الدول النامية الى 50 %، وفي الدول الأقل نمواً الى 15 % بحلول العام 2015، وهي المناطق التي تعد أقل انتشاراً في استخدام الإنترنت من الدول المتقدمة.
وأوضح الاتحاد الدولي في التقرير - الذي يصدر للعام الرابع على التوالي ويقيس مدى تقدم مختلف دول العالم في استخدام أدوات التكنولوجيا ومجتمع المعلومات – أنّ آخر البيانات المتوافرة تشير الى انّ نسبة انتشار الاستخدام لشبكة الإنترنت على المستوى العالمي بلغت مع نهاية العام 2011 حوالي 33 % من إجمالي عدد سكان العالم، (أي نحو ثلث السكان)، حيث بلغت النسبة في البلدان النامية حوالي 24 %، فيما بلغت نسبة الانتشار في الدول الأقل نموا قرابة 6 %.
ومصطلح النطاق العريض يشير الى الإنترنت عالي السرعة، حيث أصبحت سرعات الإنترنت مقياساً رئيسياً لانتشار الخدمة الأفضل للإنترنت، وهي تتوافر بوجود شبكات الاتصالات المتقدمة مثل الجيل الثالث وما بعده، والتقنيات المتقدمة لخدمات الإنترنت السلكي.
وفي العالم العربي والأردن، تشهد استخدامات الإنترنت انتشاراً متزايداً وذلك مع انتشار شبكات الإنترنت عريضة النطاق والمنافسة بين شركات الإنترنت المختلفة وانخفاض أسعار أجهزة الاتصال بالشبكة العالمية، حيث يقدر عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي اليوم بحوالي 107 ملايين مستخدم، منهم حوالي 3.5 في الأردن.