«80 %» من الجامعات العالمية تلغي الحرم الجامعي.. «2020»
أجـرى الحـوارـ محمـد الأزهـري
مواطن عربي من أصحاب المبادرات الإنسانية الرائدة، هموم المواطن العربي تسيطر على تفكيره، فخلال ساعة أمضتها الوطن في حوارها معه كانت هموم التعليم في أمتنا العربية تسيطر على كلامه.. شارك مؤخراً في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم «وايز 2012»، وكشف لـ الوطن عن قيامه بوضع جامعته الرقمية الجديدة تحت تصرف صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، من أجل المساهمة في إنجاح مبادرة سموها «علم طفلاً» الهادفة لتعليم 61 مليون طفل خارج المدرسة من مختلف دول العالم. مؤكدًا أن حس قطر الأخلاقي يقودها لدور رائد لخدمة البشرية.
إنه الدكتور طلال أبوغزالة، مؤسس مجموعة طلال أبوغزالة ورئيس المنظمة العربية للجودة في التعليم ورئيس منتدى التحديات العالمي «جنيف»، وعضو هيئة خبراء منظمة التجارة العالمية «جنيف».. الذي التقته الوطن، رغم كثرة مشاغله.. فإن تتاح لك الفرصة لمحاورة رجل من هذه النوعية الفريدة صاحبة المناصب المتعددة فهي من الفرص المميزة.. فهو الذي درس في خيمة دون كهرباء وعندما كان طالباً في الجامعة كان يدرس على الرصيف على ضوء أعمدة الإنارة في الشوارع إلى أن وصل إلى قمة المجد.
وبسبب كثرة المناصب التي يتقلدها د. أبوغزالة فضلت أن يكون حواري معه حول المسار التعليمي، خاصة أنه دشن منذ أيام جامعته الرقمية الجديدة، كما تحدثنا عن مبادرة «علم طفلاً» وغيرها من الأمور الكثيرة.. فريدٍ من التفاصيل خلال السطور التالية:
_في البداية.. هل لنا أن نتعرف على رأيكم في قمة الابتكار في التعليم؟
- أود في البداية أن أحيي حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى على رعايته ودعمه لقطاع التعليم، كما أحيي صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وأثمن مبادرتها الخلاقة لتمكين 61 مليون طفل من الحصول على التعليم.. لأن هذه المبادرة تحمل بعداً إنسانياً وحضارياً مسؤولاً وتسهم في القضاء على أمية التعليم وتعزز النهوض الاجتماعي والاقتصادي للكثير من البلدان.
_خلال قمة «وايز» أعلنتم عن إطلاق جامعة طلال أبوغزالة الرقمية.. هل لنا أن نتعرف بشكل أكثر عمقًا عن هذه الجامعة؟
- جامعة طلال أبوغزالة هي في الحقيقة مشروع جديد مختلف عن أي جامعة موجودة في الدنيا، وهي اختراع جديد في عصر المعرفة من أجل تطوير الأسلوب لتقديم الخدمات والأعمال أو في برمجة وإعداد حلول إلكترونية للمشروع، وتتميز الجامعة بأنها ليست لديها أي مواد تدرسها فهي لا تنافس أي جامعة في الدنيا في جامعة بمثابة مدخل إلى الجامعات الأخرى، بمعنى أنها تدخل في شراكات مع الجامعات الكبرى والأهم في العالم وهو ما يعرف بمجموعة شنغهاي الخمسمائة والتي تضم أهم 500 جامعة في العالم والمعترف بها دولياً.. وهذه الجامعات فقط هي التي سنقوم بالتعاقد معها لنقدم برامجها إلكترونيًا، ونشرف على تجهيز وتأهيل الطلبة لامتحانات الجامعة الشريكة وتصدر شهادة من الجامعة نفسها وليس من جامعة طلال أبوغزالة.
ليست مجرد رقم
_هل ستكون مجرد رقم في قائمة الجامعات العربية أم سيكون لها شأن آخر؟
- هدفنا منذ إنشاء الجامعة هو أن نتيح لكل مواطن في الدنيا فرصة الالتحاق بالجامعات المعترف بها عالمياً فأنا ضد الدعوات التي نسمعها دائمًا وقلت هذا الكلام في مؤتمر وايز: قلت إنني ضد مبدأ التعليم للجميع، أنا أريد التعليم الأفضل والمعترف به دولياً للجميع، فليس هناك فائدة ولا جدوى من أن أخرج طلبة ومعهم شهادات لا يعترف بها إلا الجامعة التي أصدرتها.. فأنا لا أكون بذلك قد خدمت المواطن العربي وهذه هي مشكلتنا في الوطن العربي فعندما تحصل على شهادة من جامعة في الوطن العربي وتذهب بها إلى الخارج تفاجأ بالصدمة الكبرى بأن شهادتك غير معترف بها.
فمن خلال الجامعة نريد أن نحقق ما نسميه الديمقراطية في التعليم المعترف به دولياً، فالديمقراطية التعليمية الحقيقة تتمثل في أن يكون هناك فرصة حقيقية لكل إنسان ليصل إلى التعليم الأفضل ويحصل على شهادة معترف بها دولياً.
تحقيق الأهداف
_ما الدور الذي تقوم به الجامعة من أجل تحقيق أهدافها التي ذكرتموها؟
- سنقوم بتسهيل إيصال وربط الطالب مع الجامعات العالمية ومساعدته أثناء فترة دراسته من خلال جامعة طلال أبوغزالة الرقمية– لأنها ستدرس بكل وسائل الاتصال- التي تتيح لك فرصة الوصول إلى الجامعات العالمية الموجودة ضمن قائمة أفضل 500 جامعة عالمية.
ومن خلال الدراسات التي أجريناها توصلنا إلى عدة نتائج أقنعتنا بضرورة المضي قدماً في إنشاء هذه الجامعة التي ستغير مجرى التعليم الجامعي في العالم.. حيث تقول الدراسات إنه في عام 2020 سوف تلغي 80 % من الجامعات الأولى والكبرى والأهم في أميركا الحرم الجامعي وستصبح كل الجامعات افتراضية تتعامل رقيما وإلكترونيًا مع الطالب.. فعندما تزور أي حرم جامعي لن تجد أي طالب يقرأ في كتاب فعصر التكنولوجيا يمضي بسرعة الصاروخ والطرق التقليدية سوف تختفي نهائيًا، لن تقدر على مواجهة الثورة التكنولوجية الرهيبة، فكل طالب يجلس الآن أمام جهاز الحاسب الآلي أو الآي باد وبإمكانه الوصول إلى معلومات هائلة تفوق التي يحصل عليها من أي كتاب.
فنظام التعليم تغير ولا جدوى من بناء جامعات تضم صفوفًا كبيرة ويكفي فقط أن يتم إنشاء مبنى واحد بسيط يعد بمثابة مركز الاتصال الفضائي مع الجامعات فتوجه العالم أصبح نحو الجامعات الرقمية وأن يلغى الحرم الجامعي خاصة مع ارتفاع تكاليف الدراسة.
أفكار خلاقة
_ما الأفكار الجديدة الخلَّاقة التي ستقدمها الجامعة لتوفير تكلفة الدراسة؟
- كما هو معروف فتكلفة الدراسة الجامعية أصبحت مرتفعة جداً وجامعة أبوغزالة الرقمية تخفض تكلفة الحصول على شهادة عالمية إلى الربع لأن رسوم الجامعة هي فقط رسوم الجامعة الشريكة فقط؛ كما هو وليس لدينا أي رسوم إضافية فتجد أن هناك توفيرًا كبيرًا في نفقات الدراسة فرسوم الدراسة تقدر بربع تكاليف الدراسة في الخارج، بالإضافة إلى القضاء على المشكلة الكبيرة التي تواجه ملايين الطلاب والتي تتمثل في الحصول على تأشيرة للدخول إلى بلاد الجامعات العالمية.
_هذا بالنسبة لمسار التعليم الجامعي.. هل هناك مسارات أخرى تطرحها جامعة طلال أبوغزالة؟
- هناك خمسة مسارات في الجامعة، الأول التعليم الجامعي، والثاني تعليم اللغات وبدأنا بتعليم ثلاث لغات «العربية والإنجليزية والصينية»، أما المسار الثالث فهو بناء القدرات في القطاع الحكومي، فالمنظمات الدولية جميعًا بما فيها الأمم المتحدة لديها برامج وفي آخر الشهر رئيس منظمة الأمم المتحدة سوف نوقع معه اتفاقية في عمان لإدارة برامج الأمم المتحدة إلكترونيًا على مستوى العالم، ويجري الآن الاتفاق مع البنك الدولي والمؤسسة الدولية للتمويل، وقمنا بتوقيع اتفاق مع الثقافي البريطاني لتعليم برامجه على مستوى العالم بناء القدرات. أما المسار الرابع فهو مجال التعليم المهني التطبيقي في موضوع تقنية المعلومات والاتصالات وهو مجال كبير خصوصًا للمرأة التي لا تستطيع أن تسافر فأصبح بإمكانها الآن أن تتعلم في منزلها وتحصل على شهادة كيف تصمم موقعًا إلكترونيًا، وكيف تطور برنامجًا إلكترونيًا، وكيف تنشأ قاعدة بيانات وتعد دراسات الجدوى. أما المسار الخامس والأخير فيركز على التعليم الأساسي.
التعليم الأساسي
_هل لنا أن نتعرف بشكل تفصيلي على مسار التعليم الأساسي؟
- نحن أمام ثورة غيرت أطفالنا قبل أن تغيرنا فأطفالنا الآن جاهزون للاستفادة من هذه الثورة التكنولوجية، وهي يجب أن يتغير دور المعلم ليصبح «المُيَسِّر» ليقوم بتيسير العملية التعليمية ويدل الطالب إلى المراجع، فلا يمكن لأي معلم في العالم أن يلم بالمواد فحجم المعرفة أصبح مستحيلاً، فالموجود على مواقع المعرفة لا يمكن أن يحصيه ولا يستوعبه أي شخص واحد، ولذلك تجد أن الطفل بإمكانه أن يدخل على آلاف المواقع للحصول على المعلومات. ولذلك يجب أن يتغير أسلوب التعليم ودور المعلم في العملية التعليمية فيجب أن يتغير النظام التعليمي من التعليم إلى التعلم.
كما أطالب بتغيير الأسلوب المدرسي داخل الصف الدراسي فيجب أن يتحول دوره من معلم إلى مُيسر لأننا في عصر المعرفة التي ليست بحاجة إلى صفوف فالإبداع لم يعد مرتبطًا بصفوف دراسية.
_هل هناك نوع من الربط بين جامعة طلال أبوغزالة وبين مبادرة «علم طفلاً»؟
- مبادرة جامعة طلال أبوغزالة تنطبق تمامًا وتتماشى مع رسالة مؤتمر «وايز» ومع مبادرة «علم طفلاً».. فنحن نقدم هذه الجامعة لمن لا يستطيع الحصول على تأشيرة ولنسهل التكلفة ولمن عنده وظيفة ولا يستطيع أن يتركها فالدراسة الإلكترونية توفر الكثير.
«علم طفلاً»
_كيف يمكن لجامعة طلال أبوغزالة أن تخدم مبادرة صاحبة السمو «علم طفلاً»؟
- فيما يخص مبادرة صاحبة السمو «علم طفلاً» لتعليم 61 مليون في العالم فإن هذه المبادرة يجب ألا تكون مرتبطة بإنشاء المدارس فكم نحتاج من مدارس ومعلمين لتعليم ملايين الطلاب.. أما من خلال عصر المعرفة فيمكننا تعليم هذه العدد من خلال إعطائه خلال اتصال ذكي مثل اللاب توب ويتم ربط الطالب مع مركز التعليم.
أريد أن نقفز فوق الفجوة لتعليم ملايين الطلاب بتقنية المعلومات من خلال الإنترنت، فبإمكانهم التعلم والتقديم للامتحان والحصول على شهادة. وقمنا في جامعة طلال أبوغزالة بشراء خط إنترنت مباشر خاص بالجامعة وندفع مبلغًا سنويًا وسنستعمل هذا النهر دون حدود وسوف أتيح هذا النهر لكل طالب يدرس في الجامعة.
ونحن في جامعة طلال أبوغزالة في برنامج التعليم الأساسي لدينا هو الحل لهذه المشكلة، ويجب أن يتم إدارة مبادرة الشيخة موزا بعقيلة عصر المعرفة وأنا حريص بكل أمانة على أن تنجح مبادرة صاحبة السمو وأؤيدها واحترمها، وخلال برنامج جامعة طلال أبوغزالة بإمكاننا تطبيقه في كل دول العالم خلال عام فقط من خلال التعليم أون لاين، ومن خلال التعليم الرقمي والإلكتروني بإمكاننا تطبيق هذا البرنامج وبصورة سريعة.
http://www.al-watan.com/viewnews.aspx?n=183D687D-8D65-4961-B861-676603B06244&d=20121118
«80 %» من الجامعات العالمية تلغي الحرم الجامعي.. «2020» (PDF)