شهدت منطقة الخليج العربي الغنية بالنفط في ظل اقتصادياتها المزدهرة ميلاد واحدة من الإمبراطوريات الاستثنائية والأكثر غرابة في مجال الأعمال في العالم العربي. وهي تعتمد في الوقت الراهن على الشبكة العنكبوتية لتمكينها من الامتداد والتوسع على مستوى العالم.



ويقول طلال أبو غزاله، ذو الخمسة والسبعين عاما واللاجيء الفلسطيني السابق، الذي أسس مجموعة طلال أبو غزاله (TAG-Org) منذ 40 عاما خلت ولا يزال يترأس مجلس ادارتها، ان مجموعته قد تجاوزت مفهومه الأصلي المتمثل بان تصبح مجموعة عربية متعددة الجنسيات.



"بصفتي عربي كنت أفكر بايجاد شيء للعرب يمكنهم ان يفخروا به، ويتمثل ذلك بنوع من الأعمال التجارية الدولية التي لم تكن موجودة من قبل"، قال أبو غزاله.



"واعتبارا من اليوم أصبحنا مؤسسة دولية، وليس مجموعة عربية فحسب".



في البداية، لقد تأسست المجموعة في الكويت في عام 1972 كشركة محاسبة، ومن ثم أصبحت مجموعة طلال أبو غزاله عبارة شبكة معقدة من الشركات التي تقدم خدمات الاعمال في جميع أنحاء المنطقة وأبعد من ذلك.



انها تعمل الآن في كل بلد عربي ولديها أكثر من 70 مكتبا في جميع أنحاء العالم، من بينها بلدان مثل أفغانستان والصين والولايات المتحدة. وتغطي الشركات الاعضاء خدمات تتراوح بين خدمات الاستشارات الإدارية وحماية الملكية الفكرية وتقديم المساعدة القانونية للاستشارات التعليمية وحلول تكنولوجيا المعلومات وإدارة العقارات.



انها مثال نادر لمجموعة شرق أوسطية ازدهرت عن طريق تطبيق سياسات الشركات الغربية المتعددة الجنسيات في المعرفة وادارة الأعمال التجارية التي كانت تهيمن عليها مثل تلك الشركات تقليديا.



وقال مفلح عقل، وهو مستشار بارز ومصرفي سابق في الأردن "عندما شرع طلال أبو غزاله في مشروعه الخاص في الكويت، لم يكن هناك سوى عدد قليل من شركات المحاسبة العربية، وكانت الأسماء الأجنبية الكبيرة هي التي تسيطر في الخليج".



"ومع ذلك تمكن طلال أبو غزاله من النجاح رغم كل الصعاب والمنافسة القوية من شركات المحاسبة الأجنبية التي كان لها نصيب الأسد من الأعمال التجارية في منطقة الخليج."



ويقول أبو غزاله انه يخطط الآن لتوسيع نطاق عمل مؤسسة طلال أبو غزاله الى جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا والى أمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية، والى تقديم خدمات الكترونية تلبي احتياجات العملاء في المناطق التي ليس للمؤسسة تواجد جغرافي قوي فيها.



هيكل المؤسسة



ولد طلال أبو غزاله في يافا - فلسطين لأسرة من ملاك الأراضي، حيث دفع تقدم القوات الاسرائيلية طلال أبو غزاله والديه الى الانتقال إلى احدى قرى جنوب لبنان. وقد حصل طلال أبو غزاله على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت من خلال منحة دراسية للأمم المتحدة.



ويقول طلال أبو غزاله بانه درس تحت أضواء الشوارع في بيروت حيث لم يكن لديه كهرباء في مكان اقامته، كما عمل مترجما من الانجليزية الى العربية ومحاسبا في سوق الخضار قبل حصوله على وظيفة في القطاع الخاص في الكويت في عام 1960.



وقد بقي طلال أبو غزاله في الكويت حتى غزو صدام حسين لها عام 1990، الامر الذي دفعه الى الانتقال بالمقر الرئيسي لمؤسسته الى العاصمة الاردنية - عمان. ويتمتع طلال أبو غزاله بالجنسية الأردنية اضافة الى الجنسية الكندية.



ويعزو أبو غزاله جزء من نجاحه إلى هيكل مجموعة طلال أبوغزاله غير الاعتيادي. إذ يقول، خلافا للعديد من شركات المحاسبة والقانون الكبيرة في الغرب، إنها ليست شراكة تقليدية، ان مملوكة على شكل من أشكال الثقة يتمتع فيها الشركاء بحصة من الأرباح دون امتلاك اي حصة في أسهما، مما يسهل استبدال كبار المديرين عند الضرورة اضافة الى التمكن من التخطيط بمرونة.



وقال أيضا، ان ذلك ساعد مؤسسة طلال أبو غزاله على التوسع في البلدان العربية وغيرها من البلدان التي تفرض قيودا على ملكية المستثمرين الاجانب. ونظرا لان المؤسسة لا تملك بنية المساهمة التقليدية، فإنها كانت قادرة على التعامل مع مثل هذه القيود والشروط بسهولة نسبيا .



ومن خلال هيمنة مؤسسها ومشاركة أفراد أسرته المكونة من ابنان وابنتان فان مؤسسة طلال أبو غزاله تعد مثالا للشركات العائلية العربية التقليدية.

وبطريقة اخرى، فان مؤسسة طلال أبو غزاله تطبق ثقافة عمل صارمة وهذا أمر نادر الحدوث في كثير من بلدان المنطقة. فهي توظف أكثر من 3000 موظف يجب عليهم ارتداء ملابس داكنة وربطات عنق وقمصان بيضاء أو رمادي أو أزرق فاتح ولا يسمح بارتداء السترات والسراويل. كما ان أبو غزاله يفرض تطبيق اسلوب ونمط المؤسسة عند كتابة المذكرات.



مثل العديد من منافسيها، فان مؤسسة طلال أبوغزاله لا تكشف عن إيراداتها أو أرباحها، وعليه يصبح الحكم على مواطن القوة والضعف في مركزها المالي صعب جدا. ويقول أبو غزاله، لقد نمت العائدات بنسبة لا تقل عن 10% سنويا في السنوات الأخيرة، وأنه يتطلع الى تحقيق نمو بنسبة تتراوح بين 20-25 % هذا العام.



وقال ايضا، "لقد ساعدتنا الأزمة العالمية في بعض المجالات حيث زاد الطلب المقدم للشركات بخصوص بعض الخدمات التي نقدمها."



التوسع



يقول أبو غزاله، انه ليس لديه اي خطط للحد من دوره في إدارة المؤسسة مع تقدمه في السن. ويتوقع بان يكون لانتفاضات "الربيع العربي" التي هزت الشرق الأوسط العام الماضي فوائد للاقتصادات من خلال الغاء المصالح الرسمية التي كانت تعيق المنافسة.



وقال، على سبيل المثال، قبل الربيع العربي كانت مؤسسة طلال أبوغزاله لا تستطيع تقديم خدمات التدريب في مجال تكنولوجيا المعلومات في مصر لأن "أصحاب المصالح الخاصة في الحكومة" وفرت احتكارا فعالا لبرنامج منافس يستفيدون منه.



وأضاف، أنه لم يكن باستطاعته تقديم خدمات في ليبيا لأن المقربين من سيف الاسلام، نجل الديكتاتور الليبي المخلوع معمر القذافي، كانوا يصرون على المشاركة. بينما يرى أبو غزاله الآن فرصا لتقديم الخدمات في كلا البلدين.



ويريد أبو غزاله أيضا استخدام الشبكة العنكبوتية لتوسيع نطاق توظيف مؤسسة طلال أبو غزاله للعاملين الكترونيا في مجالات متعددة مثل الترجمة وتصميم مواقع الإنترنت. وهذا من شأنه خلق فرص عمل في الدول العربية التي تفرض قيودا اجتماعية أو أمنية جعلت امكانية العمل فيها بالغة الصعوبة.

وقال أبو غزاله، يتم معظم العمل من خلال الانترنت لمؤسسة طلال أبو غزاله في المملكة العربية السعودية من قبل النساء. اذ يمكنهم ذلك من العمل بسهولة من المنزل علما بانه من الصعب جدا بالنسبة لهن العمل في المكاتب التي يهيمن عليها الرجال. كما تستطيع المرأة في الأراضي الفلسطينية المحتلة أيضا العمل من خلال الانترنت.



تهدف مؤسسة طلال أبوغزاله هذا العام إلى إطلاق "الجامعة الافتراضية" العالمية لموظفي الشركات وذلك باستخدام شبكة الانترنت لتعليم المهارات المهنية والأعمال التجارية واللغات والمواد الأكاديمية. ويتوقع أبو غزاله انه "في غضون 20 عاما لن يكون هناك أي مبان للجامعات" حيث ان التعليم عبر الإنترنت سوف يحل محل تلك المباني.



وتقوم الشركات الاكثر ثراء في العالم بتنفيذ مثل هذه الأفكار. ومن المرجح ان تؤدي خطط التوسع لمؤسسة طلال أبوغزاله الى جعل المنافسة مع الشركات الغربية المتعددة الجنسيات أكثر شراسة وذلك للدفاع عن الأسواق التي كانت تهيمن عليها. ومن غير الواضح ما إذا هيكل المؤسسة غير التقليدي سوف يستمر في تقديم المساعدة لها بصفتها مؤسسة تجارية عالمية تماما.



ولكن يرفض أبو غزالة الايحاءات التي تفيد بانه كان محظوظا في السبعينات عندما أطلق مؤسسته حيث تصادف ذلك مع الطفرة النفطية العربية في فترة لم يدخل فيها معظم منافسيه الغربيين منطقة الخليج بعد. كما انه يرفض فكرة أنه لا يمكن تطوير مؤسسات متعددة الاغراض مشابهة في المنطقة اليوم.



"يقول الناس في بعض الأحيان ان الامور كانت أسهل في ذلك الوقت وهذا غير صحيح ايضا. لقد كانت الأوقات دائما صعبة في بعض المسائل وما قمت به يمكن تكراره مرة أخرى إذا كان لديك القدرة على العمل الشاق والقدرة على تحمل المعاناة."

http://www.addiwannews.com/more.asp?ThisID=38713&ThisCat=5


البرنامج الثقافي

تنظيم الأنشطة الثقافية هو وسيلة فعالة لتوسيع نفوذ معاهد كونفوشيوس

برنامج زيارة الصين

مخيم معهد كونفوشيوس صيف / شتاء هو اللغة الصينية السنوية والثقافة برنامج تعاني برعاية معهد كونفوشيوس

اللغة الصينية للناشئين

تأسس معهد طلال أبوغزاله كونفوشيوس في شهر أيلول من العام 2008 بهدف التعريف باللغة والثقافة الصينية