نكون أو لا نكون !
نكون أو لا نكون !
ناديا هاشم العالول
قد يعتقد القارىء بأنني سأناقش مقولة شكسبير المشهورة (نكون أو لا نكون ) .. كلا.. ولكنني سأجيرها لواقعنا الذي نعيشه فهنالك فرق كبير بين أن يحيا الإنسان فعليا أو يحيا صوريا ..
بين ان نكون ضمن الشعوب الفاعلة المنجزة التي تمد جسور النماء والتنمية وبين أن لا نكون ..بالأحرى بين البقاء على وجه البسيطة أو الإختفاء تماما ..
بالمناسبة حضرنا محاضرة للاقتصادي المعروف الدكتور طلال أبو غزالة وعنوانها «Making the Future in the Knowledge Age)».. أي « صناعة المستقبل في عصر المعرفة» ، مبينا الفرق الكبير بين شخص يمتلك المعرفة وبين آخر يتظاهر بحث الخطى نحوها دون أن يمتلكها حاضرا أو مستقبلا مما يؤثر سلبا أو إيجابا على الإنجاز كما ونوعا وعلى واقع ومستقبل الطرفين .. منوها بأن الفرق كبير بين
to be a knowledge person ) or( a knowledge to be person))
فنحن بدورنا نثني على ذلك مضيفين من جانبنا بأن المعرفة هي جوهر بقاء الإنسان على وجه هذه البسيطة ، إنها بمثابة «جوهر الوجود» .. لأنه من خلال المعرفة يستطيع مجتمع المعرفة حل مشاكله قبل إستفحالها مجنبا الإنسانية المخاطر التي تهدد وجودها..
والدكتور طلال أبوغزالة.. علاوة على أنه إقتصادي معروف فهو ريادي بكل ما تعنيه الكلمة .. فهو بصدد إنشاء موسوعة عربية على الإنترنت لتصحيح مسارات موسوعة
–ويكيبيديا- التي تحمل معلومات خاطئة فيما يتعلق بالعرب ..كما يساهم بتنشيط العمل البحثي من خلال « المنظمة العربية للبحث والتشبيك « وغيرها مقدّرا دور العرب بإختراع الصفر أساس الثورة العلمية ل «الديجيتال « ..
كما لفت نظرنا عنصر التفاؤل الغالب على محاضرته وأسلوبه وتطلعاته وبخاصة فيما يتعلق بعصر الشباب العربي لمهارتهم بفنون الحاسوب والإنترنت ، و شمل تفاؤله الأزمة الإقتصادية المستفحلة واصفا إياها بأنها أزمة غرْبية وليست عالمية ، مستشهدا بنمو إقتصادي جليّ بالهند والصين ، وفي بعض البلدان العربية وبخاصة بلدان النفط ..
فنتساءل هنا بدورنا : ترى هل يمكن فصل عالمنا العربي عما يحيطه من أزمات ؟
علاوة على خشيتنا من بقاء شعوبنا العربية ضمن الفريق الثاني الذي لا يمتلك المعرفة بل عبثا يحاول الوصول إليها وبالتالي تغيب البرامج وتتبخر الأهداف .. وهذا التخوّف يعود لغياب أهم عناصر المعرفة عندنا من مطالعة وبحث وتقصّي.. كما تكاد تقترب ميزانية العالم العربي المخصصة للأبحاث من الصفر .. فكيف نحقق المعرفة وأهم عناصرها مفقودة؟
نتفق فيما بيننا على أن المعرفة أصبحت من أهم مكونات رأس المال في العصر الحالي، وأصبح تقدّم أي مجتمع مرتبطا أساسا بالقدرة على استخدامها فيكفي أن كلمة تعليم – Education- كما ذكر الدكتور طلال تعني باللاتينية «سحْب المعرفة» ..وهذا يجعلنا نقارن بين العطشان الذي يَسحب الماء من البئر ليبقى على قيد الحياة وبين قدرتنا على سحب المعرفة .. ترى هل سنصاب بالكلل والملل والإرهاق ونكتفي بالكلام عن المعرفة بدلا من لمسها وتحويلها وتجييرها لخدمة بقائنا على وجه هذه البسيطة !!
hashem.nadia@gmail.com
http://alrai.com/article/12157.html