طلال أبو غزالة ..نبي ضيعه قومه !
كلما تذكرت وجهات نظر رجل الأعمال الأردني والخبير الاقتصادي المرموق عالميا طلال أبو غزالة ، ذهب بي الخيال دون تردد رجل ذكره نبينا الكريم ضيعه قومه وما عرفوا قدره كعادة الخلق في الإنكار " وأكثر الحق فيما تنكرون " "وما قدروا الله حق قدره " ، إذ تورد المصادر التاريخية أن ابنة خالد بن سنان العبسي وكانت اسمها محياة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها : مرحبا يابنت أخي ، وصافحها وأدناها وبسط لها رداءه ، ثم أجلسها عليه إلى جنبه ، ثم قال : هذه ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان العبسي .
وبالرغم من ان الدكتور أبو غزالة يتجنب نقد السياسات الحكومية إلا انه يعلن عن ثقته بالمسار الذي تخطته الحكومة في الشراكة مع القطاع الخاص ، وإعادة صياغة مجلس الشراكة ليضم بالتساوي ممثلين عن القطاع العام. تحاول الحكومات وصفه مناوئا لسياساتها رغم أن مصالحه في الأردن لا تتعدى نسبة مئوية ضئيلة من حجم أعماله ، ويعمل لديه آلاف الموظفين الأردنيين ، ويعتبر مصدرا مهما لتحويل العملة الصعبة إلى المملكة .
لقد دعا في مناسبات عديدة إلى زيادة مساهمات قطاعات الإنتاج في الناتج المحلي الإجمالي واقترح إنشاء مدينة طبية حرة وأخرى الكترونية وإعطاء أهمية اكبر للصناعة الزراعية كما وطرح فكرة التوجه جنوبا وشرقا نحو الأسواق الناشئة والتوقف عن المجاهدة في البحث عن التصدير إلى دول الشمال والولايات المتحدة التي تعيش أزمة اقتصادية حادة . وما يثيرني ان الحكومات المتعاقبة تلجأ إلى استقطاب الفاشلين من الدهماء وتغض الطرف عن كفاءات اقتصادية نادرة تمتلك حلولا ناجعة لمشاكلنا الاقتصادية المتراكمة والمجدولة .
نتمنى أن تأخذ الحكومة بوجهات نظر الدكتور أبو غزالة ونقاطه الثلاثين التي قدمها أمام مجلس الأعيان وتترجمها على ارض الواقع وتستعين بخبرته لترجمتها ضمن سياساتها الحكومية حتى لا ياتي ذلك اليوم الذي نصرخ فيه صرخة ذاك العربي " أضاعوني وأي فتى أضاعوا .." ولا يكن كخالد بن سنان ذاك النبي الذي ضيعه قومه . الغريب أن دول متقدمة للسويد تدعوه بشرف للاستفادة من عقله لتصويب سياساتها الاقتصادية و " لا كرامة لنبي في قومه " ، هي دهشتي التي تطابقت مع وجهة نظر أبداها الخبير الاسباني ريكاردو مدير عام آي تاك التي اعمل معها وهي اكبر شركة أوروبية في مجال الطاقة المتجددة أثناء زيارته للأردن مؤخرا .
عاطف عتمه
http://albalqanews.net/NewsDetails.aspx?Lng=2&PageID=5&NewsID=28037