أبو غزالة لـ «الدستور»: طرحنا مشروعا رياديا يفتح بوابة لدخول الطلبة الى 500 من كبريات الجامعات
عمان – الدستور – خالد الزبيدي
اللقاء مع رجل فكر و رؤى واضحة استشرافي الطابع يتطلب من الصحفي حشد كل ما لديه من معلومات حول طبيعة أعماله، وتجربة تتجاوز خمسة عقود من العطاء، بدءا من سنته الأولى في الجامعة الأمريكية / بيروت، ومراحل وسنوات شاهدة على العرب والعروبة والإرهاصات والتحديات التي عصفت بأهلها، والمراحل المفصلية التي مرت فيها وهذا يتطلب جهدا غير عادي لإجراء مقابلة استثنائية في مرحلة استثنائية نجتازها كمن يسير على حبل مشدود.
من تقنية المعلومات والاتصالات ومحطات المعرفة إلى الملكية الفكرية والتجارة العالمية، والتعليم أو التعلم كما يحب ضيفنا الكبير أن يسميها، إلى التحولات الاقتصادية الاجتماعية التي تجتاح العالم منذ سنوات وتستوطن في المنطقة العربية التي تحاول اللحاق بركب التقدم استنادا إلى ارث فكري وعلمي وإنساني كبير منذ فجر الرسالة مرورا بمقدمة ابن خلدون ومخطوطات ابن رشد وغيرهما.
اللقاء مع الدكتور طلال أبو غزالة مؤسس وصاحب مجموعة طلال أبو غزالة التي تقدم خدماتها في أربع اصقاع المعمورة، مسيرة الرجل التي انطلقت من احد مخيمات الشتات الفلسطيني إلى ارفع المناصب الدولية في الأمم المتحدة والجامعة العربية وهيئات ومؤسسات لامجال لذكرها في هذه العجالة، هذا اللقاء أجرته «الدستور» مع د. أبو غزالة، وكان المحور الأهم والأكثر إلحاحا هو واقع التعليم والتعلم في عالم يشهد تغيّرات حقيقية عناوينها الرئيسة تجاوز المسافات والزمن والمكان بما يخدم الإنسان والإنسانية بعد ان مكن «الجنرال» تكنولوجيا الاتصالات وتقنية المعلومات جسر الفجوات وإتاحة الفرص أمام المجتهدين بغض النظر عن الجنس واللون والدين وتحييد الكثير من العناصر التي تحكمت بالشعوب والأمم ردحا من الزمن، وتاليا اللقاء مع د. أبو غزالة:
الدستور: العام 2012 كان من أصعب السنوات على المنطقة العربية والعالم ربما باستثناء مجموعة دول الصاعدة ( بريك ) التي تضم الصين والهند والبرازيل وروسيا، والسوأل كيف كان العام الماضي بالنسبة لمجموعة طلال ايو غزالة في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم والمنطقة العربية؟.
كان العام الماضي 2012عام التعليم بامتياز حيث دخلنا إلى التعليم الجامعي العالي الدولي بقوة بالاستناد إلى تجربة تمتد إلى خمسين عاما، وندخل العام 2013 بقوة كجامعة طلال أبو غزالة وهي بمثابة النفاذ إلى التعليم الجامعي العالي العالمي، وهنا نتحدث عن تقديم برامج دراسية وشهادات ودرجات علمية، وهذا تطور نوعي، وأطلقنا جامعة طلال أبو غزالة الفريدة من نوعها، وهي بوابة لدخول الجامعات المعروفة وهي قائمة شنغهاي التي تضم 500 أفضل جامعة دولية معترف فيها، وهذه الجامعات تقدم الشهادات مباشرة منها، وهذه الدراسة النوعية تتجاوز معوقات المكان، ويدخل الطالب إلى الموقع الالكتروني للجامعة المعنية والتعرف إلى الإمكانيات المتاحة وماهية توجهاته ورغباته وإمكانية دراسة التخصص الذي يريده، إلى جانب معرفة الرسوم المادية المطلوبة، ونحن بدورنا نسهل للطلبة الوصول إلى هذه الجامعات وبرامجها بعيدا عن التعقيدات التي تفرض على الطلبة الراغبين في الالتحاق لأي من هذه الجامعات المعترف بها وهي من اعرق واهم الجامعات حول العالم.
وبثقة يمكن القول: إن العام 2012 كان الأسوأ على نصف شعوب الأرض من حيث حرية التنقل والحصول على تأشيرات السفر بين دول العالم لكافة الاستخدامات بخاصة للتعليم، وحاليا في العالم يوجد 20 مليون شخص على سبيل المثال اسمهم الأول خان لا يستطيعون الحصول على تأشيرة فيزا لأمريكا ودول أوروبية لوجود أشخاص مطلوبين كإرهابيين تبدأ اسماؤهم بـ خان، وهذا الاسم متداول في أسيا إيران وباكستان والهند وبنغلادش وأفغانستان، أي أن إنسان اسمه يبدأ بخان تحظر السفارات الغربية منحه تأشيرة الدخول لكافة الاستخدامات وفي مقدمتها التعليم,
كما أن نصف الدول العربية لايمكن منح شعوبها تأشيرات لأسباب معينة في معظم الدول الغربية، لذلك مبادرة جامعة طلال أبو غزالة تتجاوز عقبات تأشيرات الفيزا بجلب الجامعات للطلبة في بيوتهم ودولهم بدون تكبد عناء الحصول على الفيزا، وكذلك السفر وتكاليف الإقامة في دول مرتفعة التكاليف، مع الاحتفاظ بالحقوق العلمية والأدبية والحصول على الشهادات العلمية كاملة.
وعملية التعليم تتحول إلى التعلم وفق كافة المتطلبات من التفاعل العلمي والتواصل مع الهيئات التدريسية كأن الطلبة في حصة الدرس مع مراعاة الرقابة الكاملة على عملية التعلم بكافة مراحلها، وطورنا هذه الجامعة وهي الأولى من نوعها في العالم، ونسعى لتوصيل التعلم الدولي المعتمد للدول العربية والإسلامية ونركز على سبيل المثال على باكستان التي يناهز عدد سكانها مجموع سكان الدول العربية تقريبا، الوصول إلى مفهوم التعليم الدولي العالي للجميع، وهذا ما نسعى إلى تحقيقه.
ونحن نتحدث عن مفهوم أن التعليم للجميع، يجب أن نتحدث بإيمان عن ديمقراطية التعليم الجامعي الجيد للجميع وليس أي تعليم، وان من أبجديات ديمقراطية التعليم العالي تتحقق بإتاحة الفرصة لمن يريد أن يتعلم في أفضل الجامعات مثل هارفارد و ستانفورد، وهنا لابد من الإشارة إلى أن كبريات الجامعات العالمية لم تعد تمارس التعليم في المباني والصفوف وتحولت إلى التعليم الرقمي وعبر الانترنت ومن هذه الجامعات المرموقة ستانفورد الأمريكية.
وحسب الدراسات والبرامج الأمريكية أن 80% من الجامعات الأمريكية ستتحول إلى التعليم الرقمي عبر الانترنت بحلول العام 2020، ونحن اليوم ندخل العام 2013، لذلك تأتي خطوة إطلاق جامعة طلال أبو غزالة لتواكب التطورات العالمية وجسر الفجوة مع العالم بصورة مبكرة، ونتجاوز عقبات لوجستية ومالية إضافة إلى زيادة القيمة المضافة للتعليم، إذ يمكن للطالب الدراسة والعمل في نفس الوقت وهذا ما نحن بأمس الحاجة إليه، وقد نجد أنفسنا أمام تحولات نوعية بالنسبة لمخرجات التعليم وستصبح الشهادات الجامعية التي حصل عليها الطالب من خلال التعليم الرقمي أولا ومن خلال الدوام الصفي في حرم الجامعة ثانيا.
إن التعليم بشكل عام والجامعي بشكل خاص سيتجاوز محدودية عملية التعليم المباشر في أروقة الجامعات وصفوف الدرس التي تمارس من خلال كتاب ومدرس أو دكتور يعيد تلقين الطلبة المنهاج، ويتحول إلى إطلاق العنان للطلبة للدخول إلى عالم العلوم باعتماد الانترنت والتفاعل مع مصادر لا تنضب للعلوم، وتتحول تدريجيا إلى التعلم الواسع والغوص في عمق المعرفة،والمستقبل سيكون حليف التعلم الرقمي.
الدستور : إلى أي مدى ستشترك الجامعات العربية في هكذا مشروع والى أي مدى تؤمن بالتعليم الرقمي باعتماد ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات والمعلوماتية على نطاق واسع، والى أي مدى تعترف بشهادات الجامعات العالمية التي تصدر للطلبة بالتعلم الرقمي؟.
لايمكن الاستمرار بعدم قبول شهادات الخريجين بعضها غير معترف به في ظل تحول كبير في العالم، ونعتقد أن الجامعات العربية ستدخل هذا المجال عاجلا أو آجلا وستصبح ضمن قائمة الدول المعترف فيها دوليا، وسنتحاور معهم بهذا الشأن، باعتماد التعلم الرقمي، وانأ من خلال موقعي كرئيس تنفيذي للمنظمة العربية لجودة التعليم تحت مظلة جامعة الدول العربية ورئيسها الفخري أمين عام الجامعة العربية، وأسست هذه المنظمة لمساعدة الجامعات العربية بحيث تحصل على الاعتراف الدولي.
الدستور: التعليم الجامعي العربي ما زال بعيدا عن هذا المفهوم، كيف السبيل لردم الهوة في مناهج التعليم والتحول إلى التعلم وإطلاق طاقات الشباب من خلال الجامعات وتوظيف تقنية المعلومات والاتصالات باستخداماتها الواسعة؟.
نحن نشعر بمسؤولية كبيرة في هذا المجال والانتقال إلى التعلم الرقمي، والسوأل الذي نطرحه في هذه المرحلة ونحن نتابع التطور الهائل في عملية التعلم هل من الضروري الاشتراط على الطلبة الوصول إلى صفوف الدرس للتعلم مع وجود بدائل كثيرة وفعالة؟!، وهل من الضروري أن يقضي الطالب والطالبة 12 سنة في المدارسة وأربع سنوات في الجامعة، فإذا كان قادرا على التعلم بفترة زمنية اقل لماذا نؤخره!، فالمعروف أن فلسفة التعليم يجب أن تتحول إلى التعلم وكلمة ( Education) وهي كلمة رومانية تعني اسحب، لا تعني أعط، و ديننا الحنيف يقول لك إقرأ في أول سورة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، واطلب العلم، علينا أن ننتقل إلى التعلم ولسنا بحاجة إلى أستاذ ليعلمك، ولينظر أي منا إلى أحفاده آو أبنائه يجد أن الطفل الذي عمره ثلاث سنوات يستخدم جهاز الـ ( (IPD)، هنا إن 90% من أساتذة المدارس لا يجيدون استخدام جهاز الـ ( (IPD)، وكثيرا من الطلبة لديهم معارف ومهارات لاستخدام الحاسوب أفضل من الأساتذة، وحول هذا الموضوع تحدثت في محاضرة لمدرسين قلت لهم: إن لم تستطيعوا استخدام التكنولوجيا وتوظيفها للمعارف والتعلم سينتهي دوركم فالطلبة ليسوا بحاجة للتلقين وعليكم أن تتحولوا إلى ميسرين لطلبة لديهم قدرات لتجاوز دوركم بوصول الطالب إلى المعلومة وتوظيفها.
الدستور: هل يمكن فتح المجال أمام المبدعين لتقليص سنوات الدراسة للطلبة في المدارس والجامعات لاسيما وان دولا متقدمة مثل اليابان تسمح بذلك، وكثيرا من الطلبة ينهون الدراسة الجامعية وهم دون سن العشرين عاما ؟
هذا ممكن وهناك أمثلة كثيرة في دولة قطر هناك طالبة في السنة الأولى / كلية الطب بجامعة قطر عمرها 11 سنة وهي طالبة فلسطينية من احد المخيمات الفلسطينية في لبنان حصلت شهادة الدراسة الثانوية بتفوق ودخلت كلية الطب والسوأل الذي يطرح إذا كان الطالب قادرا على التفوق برغم عمره لماذا نمنعه من ذلك ونطلب من الانتظار حتى يصل عمره عشرين عاما للحصول على درجة البكالوريوس.
الدستور: هل يجوز أن يتخرج طالب آو طالبه بدرجة بكالوريوس في الطب وعمره 15 عاما؟.
لماذا لا ولمصلحة من نعقد أمور العلم، موزارت ألف أول سيمفونية له وعمره تسع سنوات، إذا كان هناك إنسان لديه قدرة عقلية لماذا نعطله ونقف في وجهه، وهذا شكل من أشكال الإبداع يجب أن توفر له الرعاية والتشجيع.
الدستور: صحيح أن العام الحالي سيكون امتدادا للعام 2012، لكن ما هي خططكم كمجموعة بالإضافة إلى ما تقدم بالنسبة للتعليم العالي الدولي؟.
نحن نضع برامجنا وإستراتيجيتنا وفق فترات زمنية محددة، سنة وخمس سنوات وعشر سنوات، وصولا إلى خطة بعيدة المدى لا نسميها خطة وإنما أهداف بعيدة المدى، وهي شكل من أشكال الدراسات المستقبلية، مثال على ذلك نجري دراسات بعيدة المدى تعنى حتى العام 2050، وهذا لا يعني أنني سأكون موجودا على قيد الحياة، فالأمر يرتبط بدور المؤسسة ودوري كانسان، فهناك شيء اسمه ( Snganurete) أي يعني التوحد معناها أن الآلة والعقل البشري سيكونان شيئا واحدا، بمعني أخر أن الآلات ستتحدث مع بعضها البعض بشكل من الأشكال ، وهذا شكل متطور من نتاج العقل الإنساني وهو ما يعرف بالذكاء الاصطناعي، وهذا بداياته خلال هذه الفترة من خلال تحذير جهاز في السيارة من وجود عائق، أو عندما ندخل المنزل أو الحديقة ليلا تضاء الأنوار أو عندما تقترب اليد من الحنفية ينفتح صنبور المياه، والأمثلة على الذكاء الاصطناعي الابتدائي الموجود في حياتنا، وهناك جيل آخر من الذكاء الاصطناعي موجود في المركبات ( GPS ) يدل السائق على أفضل الطرق وعندما يدخل السائق طريقا غير مناسب يحذره من ذلك ويطلب منه أن يسلك طريقا أفضل.
وفي هذا المجال فإن جامعة كامبريدج وهي أقدم جامعة في العالم عمرها 800 سنة تقريبا شكلت فريقا من الباحثين والعلماء لمعرفة كيفية مواجهة الآلات الذكية ( الريبوتز) في حال خرجت عن سيطرة الإنسان وأصبحت أقوى منه حتى لا تقضي عليه، ويؤكد العلماء أن هناك احتمالات حقيقية لهذا النوع من المخاطر التي تهدد الإنسان.
وبالعودة إلى العام 2013 وأعمالنا وخطتنا نتوقع نموا كبيرا ونوعيا في كافة أعمالنا منها على سبيل المثال إضافة 14 مكتبا جديدا حول العالم لتصل مكاتبنا إلى 100 مكتب للمجموعة، ونكون في المقدمة بين الشركات، وسيصبح التعليم ضمن نشاطاتنا وفي مقدمتها، ونرى أن التعليم التقني والمعلوماتية سيكون كل شيء، إذا مهما كان نوع عملي ومهنتي لا استطيع أن أقوم به بمعزل عن المعارف سواء كنت فنيا أو مهنيا أو مهندسا أو موظف مبيعات ....الخ غير ذلك من الأنشطة لايمكن أن تمارس أعمالك بعيدا عن المعرفة والمعلوماتية وتقنية المعلومات والاتصالات.
الدستور : كانت التوقعات قبل عشر سنوات أن الصحافة الورقية ستختفي لصالح الصحافة الإلكترونية إلا أننا ما زلنا نرى استمرار الصحافة الورقية حول العالم ما زالت موجودة ومستمرة ما هو تعليقكم ؟.
أنا شخصيا قلق على مستقبل صحافتنا الورقية في العالم العربي، واعتقد أن الصحف الورقية على مستوى الدولة مدعوة لورشة عمل لوضع سياسات بالنسبة لإيراداتها لمن يتابعها الكترونيا، وأن قراءة الصحف الورقية التي لابد يوما أن تتحول تدريجيا إلى صحف الكترونية تحتاج إلى آلية عمل جماعي لكافة الصحف لتعزيز إيراداتها والاستمرار بفعالية مختلفة ونمط صحفي من حيث الانتشار وتقديم خدماتها الإعلامية والإعلانية، وأي مراقب محايد لما يجري في جامعاتنا يستطيع التأكد أن الصحف تتابع الكترونيا بدون الورق المطبوع وهذا تحول تدريجي كمي سيفضي إلى تحول نوعي لصناعة الصحافة والإعلام محليا وإقليميا ودوليا.
الدستور: قطع الأردن شوطا متقدما في استخدامات الاتصالات وتقنية المعلومات، واستخدامات الانترنت، إلا أن القيمة المضافة لهذه الاستخدامات أظهرت تباطؤا بالمقارنة مع عدد من دول الإقليم، السؤال هل تتفق مع هذا التشخيص وماهي أفضل الطرق للخروج من هذا الوضع؟.
الأردن كان لفترة قريبة الأفضل بالنسبة إلى مؤشر المعرفة، بالنسبة للاستخدامات الذكية للانترنت والهواتف المتنقلة، هناك تطورات مهمة لاستخدامات التكنولوجيا، وأصبح استخدام الهاتف للمحادثات الهاتفية فقط من الماضي، واصبحت الاتصالات وتقنية المعلومات وتداول المعلوماتية تمس كافة مناحي الحياة العصرية، والاساس في زيادة القيمة المضافة لانشطتنا الانتاجية من سلع وخدمات، وهذا الاساس.
منذ سنوات كان الاردن في المقدمة في هذا القطاع وخلال فترة قصيرة سبقنا دول وشعوب عربية برغم الشباب والتعلم، وهذا يدعو الجميع لاعادة النظر لردم الفجوة ومواكبة التطور المرصود في عدد من دول الاقليم والعالم.
الدستور: طرحتم فكرة واضحة لاصلاح منظمة التجارة العالمية في ظل التغيرات الاقتصادية والتجارية العالمية، هل تحدثنا على الملامح الرئيسة للاصلاح المطلوب في « التجارة العالمية؟.
يجب على صانعي القرار السياسي أن يجدوا الإرادة السياسية لإصلاح المؤسسة على نفس النهج الذي اتبعه اسلافهم في إنشاء اتفاقية التجارة العامة والتعرفة الجمركية في اعقاب الحرب والدمار، وأخشى أن تتراجع المنظمة وتصبح أقل اهمية بالنسبة للمواطنين وقادة الاعمال في العالم على حد سواء.»
وان الاقتراحات التي طرحها د. ابو غزالة في تقرير موسع في اجتماع عقد في جنيف/ سويسرا يهدف الى تعزيز الحياة لهذه المؤسسة العالمية حيث تركّز على عدد من النواحي التي تعتبر جوهرية لكي تقوم منظمة التجارة العالمية بواجباتها ومهامها بصورة اكثر فاعلية وكفاءة.
-وقال: ان دور منظمة التجارة العالمية الاقتصادي هو أكثر اهمية من دورها السياسي مضيفا أن هذا هو السبيل الوحيد الذي يتيح لقوى التجارة الوصول الى الأفراد والعاملين والشركات والحكومات والتاثير في حياتهم في جميع أنحاء العالم بهدف خدمة الجميع ومنفعتهم.
كما تضمنت المقترحات تعزيز مبدأ التصويت لمعالجة المشكلات التي يفرضها مبدأ الإجماع واقامة منهج قائم على «اتفاقية مستدامة متعددة الأطراف» لتكمل المحاولات الفردية او الحلول مكانها بصورة تعمل على موائمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ومركز التجارة الدولي وانسجامها مع عمليات منظمة التجارة العالمية وتوسيع نطاق مراجعة السياسات التجارية وتأسيس ملتقى منتظم غير رسمي لزعماء منظمة التجارة الدولية وتأسيس لجنة تنفيذية للهيئة العمومية والتفاوض حول اتفاقية اقتصاد الإنترنت.
كما يقدم التقرير عدداً من التوصيات التي من شأنها أن تعزز من تعاون منظمة التجارة العالمية مع القطاع الخاص مع التركيز بصورة أكبر على التواصل العام من خلال الأمانة العامة لمنظمة التجارة العالمية لجعل التعاون اكثر انفتاحا مع المواطنين والمنظمات غير الحكومية في العالم.
-وقال يجب على المنظمة أن تقوم بدور اكثر اهمية نظراً للتكامل العالمي الهائل والتغيرات الاقتصادية الجذرية التي لا تزال تحدد شكل المجتمع الدولي، إذ أن المنظمة ما زالت متأخرة عن اللحاق بركب التطورات المتسارعة في العالم اليوم وأنَّ عليها أن تكيّف هياكل حوكمتها بما يتناسب مع الاحتياجات والمتطلبات في الوقت الراهن.
ويرى أنَّ العام 2013 يشكل «فرصة مزدوجة» لجدول أعمال الإصلاح في منظمة التجارة العالمية، مؤكداً أن مؤتمر الوزراء الذي سيعقد في بالي وانتخاب مدير عام جديد للمنظمة هذا العام سيمثل منطلقا مثالياً ونادراً لإطلاق حوار جاد وتفاعلي حول كيفية تعزيز نظام التجارة متعدد الأطراف وصولاً إلى تطبيق هذه التغييرات.
التاريخ : 10-02-2013
http://www.addustour.com/PrintTopic.aspx?ac=%5CEconomy%5C2013%5C02%5CEconomy_issue1937_day10_id466340.htm