منحة أمنية و"أبو غزالة" للماجستير: مبادرة مشتركة تقوم على أساس الاستثمار في المعرفة

نشر : 05/12/2012 الساعة 00:00 am(GMT +2)

 

إبراهيم المبيضين
عمان - في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانيها الأردنيون من شرائح مختلفة؛ خصوصا ذوي الدخل المحدود، ومع استمرار التأثيرات السلبية لظاهرتي البطالة والفقر على المجتمع، تظهر جلياً أهمية برامج المسؤولية الاجتماعية لشركات القطاع الخاص التي تنفذها منفردة أو بالشراكة مع القطاع العام، خصوصاً أن هذا المفهوم نشأ أصلاً لملامسة وتغطية احتياجات المجتمعات المحلية ومشاركة الشركات لهموم الناس ومشاكلهم.

وعلى الشركات أن لا تتبنّى برامج المسؤولية الاجتماعية للمجتمع وكأنها عبء عليها، بل يجب أن تنظر إليها بما يمليه عليها واجبها في المساهمة في التنمية الاقتصادية وكشكل من أشكال ردّ الجميل للمجتمع الذي أسهم في تطور أعمالها وتشكيل أرباحها.

ومن جهة أخرى، يجب أن تركّز شركات القطاع الخاص بمختلف أطيافها على المبادرات والمشاريع التي تحدث تأثيراً طويل المدى في المجتمع أو حياة الفرد الاجتماعية والاقتصادية، فليس أفضل من أن تمس برامج المسؤولية الاجتماعية قضايا البطالة والفقر والمساعدة على تحويل المشاريع الريادية الى إنتاجية، فضلاً عن أهميتها في دخولها قطاعات التعليم والصحة وتوفير المسكن.

"الغد" تحاول في زاوية جديدة أن تتناول حالات لبرامج، أو تعدّ تقارير إخبارية ومقابلات تتضمّن المفاهيم الحقيقية للمسؤولية الاجتماعية لشركات من قطاعات اقتصادية مختلفة تعمل في السوق المحلية.
 
بعزم وإصرار، وبنظرة أمل نحو المستقبل تقوم على مبدأ "إن العلم والمعرفة لا ينتهيان"، تقول طالبة الماجستير في كلية طلال أبو غزالة للدراسات العليا/ إدارة الأعمال آلاء عبادة، إنّ الإنسان "مهما بلغ من العمر، فهو يحتاج الى الاستزادة من العلم والمعرفة، لأنهما مفاتيح لتطوير الفرد ومهاراته الحياتية والعملية، لطرق أبواب والحصول على فرص يمكن أن تطور حياته الاجتماعية والاقتصادية".

وتضيف آلاء، الحاصلة على شهادة البكالوريوس في تخصّص الصيدلة، وتعمل اليوم كمندوبة دعاية طبية لإحدى شركات القطاع الخاص- " اعتقد أن دراستي العليا في إدارة الأعمال أو التسويق، سيصقلان من شخصيتي ويزيدان معرفتي، ويطوران من مهنتي وتخصصي الأساسي في الصيدبة، فأي كان تخصص الفرد فهو بحاجة لدراسة ومعرفة نهج التسويق وإدارة عمله أو أعماله".

وتمكنت آلاء - من تحقيق سعيها نحو مزيد من العلم والمعرفة، بمنحة حصلت عليها العام الحالي ضمن مبادرة مشتركة تنفذها كل من شركة أمنية للاتصالات ومجموعة طلال أبو غزالة (مجتمع طلال أبو غزالة)، وهي تقول إن حصولها على المنحة "أزاح عن أسرتها مصاريف كان من الممكن أن تتحملها لتحقيق حلمها"، بإكمال دراسة الماجستير الذي ستعزّزه بالحصول أيضاً على درجة الدكتوراة في المستقبل، مؤكدة أهمية مثل هذه المبادرات من شركات القطاع الخاص لمساعدة الشباب والمتفوقين منهم على إكمال دراستهم والحصول على المعرفة، الأمر الذي يمكنهم من تحسين واقعهم الاجتماعي والاقتصادي.

وآلاء هي طالبة من بين ستة طلاب حصلوا على منحة أمنية وطلال أبو غزالة لدراسة الماجستير في كلية طلال أبو غزالة لإدارة الأعمال منذ العام 2010 (بواقع طالبين للسنة الواحدة)؛ حيث يتحمّل الطرفان مصاريف دراسة الماجستير لطلبة يجري اختيارهم وفق أسس ومعايير شفافة (مثل التفوق وعدم استفادة المتقدم للمنحة من منح سابقة ومعايير أخرى) ليكملوا مسيرتهم العلمية في الحصول على شهادة الماجستير من كلية طلال أبو غزالة للدراسات العليا في إدارة الأعمال، والتي تقدّم منهاجاً أكاديمياً متقدماً يماثل ما تقدمه أعرق كليات إدارة الأعمال في العالم كجامعة هارفرد وكلية كانيشيوس وغيرها من الجامعات العالمية.

وتنبثق مبادرة "منحة أمنية وطلال أبو غزالة" عن الشراكة التي عقدت بين الطرفين في نيسان (ابريل) من العام الماضي 2010، والتي مُنِحت أمنية بموجبها حق الرعاية الحصرية لمقر مجتمع طلال أبو غزالة للمعرفة، حيث يعد برنامج الماجستير في إدارة الأعمال في الكلية أول برنامج من نوعه يتم اعتماده من قبل مؤسسة الاعتماد الدولي في العالم العربي برغم حداثته حيث تم تخريج الفوج الأول في صيف العام 2009، وقد تم اعتماد البرنامج بشكل غير مشروط ولمدة خمس سنوات وهى أعلى فئة اعتماد وتمنح فقط للبرامج التى تحقق كافة متطلبات ومعايير الجودة.

وقبل نحو أسبوعين كرمت شركة أمنية للاتصالات ومجتمع طلال أبو غزالة للمعرفة الطلاب الستة الحاصلين على منح "أمنية وطلال أبو غزالة للدراسات العليا، حيث أكد الطرفان وقتها مواصلة الشراكة في هذا الاتجاه والعمل معاً في مضمار المعرفة والاستثمار فيها كونها أصبحت أداة رئيسية لتطوير الموراد البشرية وزيادة فرصها في تحسين واقعها الاقتصادي والاجتماعي، كجزء من حزمة من مبادرات المسؤولية الاجتماعية التي يقدمها كل طرف منهما للمجتمعات المحلية.

ومن بين الطلبة الستة الذين حصلوا على المنح وجرى تكريمهم، الطالب أحمد حسين الذي قال إن المنحة ساعدته في إكمال دراسته العليا حيث كان من غير الممكن أن يتحمل مصاريفها بالاعتماد على دخله من العمل الذي يزاوله في إحدى شركات الأجهزة الطبية في المملكة.

ويقول أحمد إنه حاصل على شهادة البكالوريوس في مجال هندسة الإلكترونيات، وهو يشارف اليوم على إنهاء متطلبات شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من المنحة التي حصل عليها، مؤكداً أن حلمه كان الجمع بين تخصصه وتخصص إدارة الأعمال ليتمكن في المستقبل من إدارة مشروعه الخاص الذي يحلم بتأسيسه إن سمحت الظروف بذلك.

وكل من آلاء وأحمد حصلا على نفس المنحة، وهما لم يكتفيا بشهادة البكالوريوس كل في تخصصه، فالمعرفة ليس لها حدود، وهي أساس لمستقبل أفضل، كما أنها تحسن من الواقع الحالي للفرد في مجال عمله وتطوره بتطور الزمن، ذلك ما أكّد عليه ايضا الدكتور طلال أبو غزالة قبل نحو أسبوعين في حفل تكريم الطلبة الحاصلين على المنحة، حيث يرى أبو غزالة أنّ المعرفة بكل أوجهها وطرائقها هي استثمار طويل الأمد في المجتمعات والأفراد، وأن على الفرد أن يستزيد من المعرفة التي أصبحت سلاحاً فعالاً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأكّد أبو غزالة وقتها أهمية نموذج الشراكة بين مجتمع طلال أبو غزالة وشركة أمنية للاتصالات، والذي دخل عامه الرابع، مشيراً الى أن استمرار الشركة يدل على النجاح في باب تقديم المسؤولية الاجتماعية للمجتمعات بشكل مستدام.

وقال أبو غزالة إن الشباب يمثلون اليوم أغلبية مجتمعنا الذي يوصف دائماً بالفتي ولكنهم يشكلون المستقبل كله، فعلينا كشركات قطاع خاص أن نعمل على تزويدهم بالمعرفة والعلم من أجل أن يساهموا في تنمية المجتمع بدون أن يدخلوا أبواب البطالة.

ولا ينكر الرئيس التنفيذي لشركة أمنية للاتصالات إيهاب حناوي، أهمية التعليم المخطط له في بناء الفرد وتطوير قدراته، ولكنه يرى أن "التعليم يجب أن يعزّز بالمعرفة"، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من فرص وقوة الفرد لدخول سوق العمل، لافتاً الى أن الحصول على المعرفة يعتمد على الفرد وفي رغبته في الاستزادة من المعارف والمهارات الجانبية البعيدة عن التعليم المخطّط.

وأكّد حناوي أهمية المبادرات المشتركة بين شركات القطاع أو بينها وبين القطاع العام لتنفيذ مبادرات في مضمار المعرفة والتعليم، مؤكدا أن هذا المضمار ينسجم مع صفة الاستدامة عندما يؤهل الأفراد في المستقبل ويمنحهم الفرص لدخول أسواق العمل.

ودعا حناوي الشباب الأردني الى "التميّز بالمعرفة"، ما يزيد فرصهم في الحصول على فرص عمل، مشيرا الى أهمية تقليص الفجوة الكبيرة بين مخرجات التعليم الجامعي وما توفره السوق المحلية بكافة قطاعاتها الاقتصادية من فرص عمل.

http://www.alghad.com

البرنامج الثقافي

تنظيم الأنشطة الثقافية هو وسيلة فعالة لتوسيع نفوذ معاهد كونفوشيوس

برنامج زيارة الصين

مخيم معهد كونفوشيوس صيف / شتاء هو اللغة الصينية السنوية والثقافة برنامج تعاني برعاية معهد كونفوشيوس

اللغة الصينية للناشئين

تأسس معهد طلال أبوغزاله كونفوشيوس في شهر أيلول من العام 2008 بهدف التعريف باللغة والثقافة الصينية