"جولة الاستثمار في التكنولوجيا": مبادرة عربية لجذب المستثمرين
عمان - يفرض قطاع تكنولوجيا المعلومات نفسه في خضم تراجع الأعمال في المنطقة، جراء تداعيات الأزمات الاقتصادية والمالية في العالم، مع الانتشار المتزايد لشبكة الإنترنت وما تقدمه من تسهيلات لإطلاق مشاريع إبداعية أصبحت تستحوذ على الحصة الكبرى من المشاريع الريادية التي تتزاحم بالدخول الى اقتصادات المنطقة.
ففي الأردن، يجري اليوم حراك اقتصادي ريادي، تقوده مبادرة "جولة الاستثمار في التكنولوجيا"، الهادفة الى جمع أفكار، وشركات ريادية من خمس دول عربية، ومساعدتها على الاجتماع بمستثمرين علها تحصل على فرصة تساعدها على توسيع عملياتها وتطويرها.
فمنذ بداية الأسبوع الحالي، باشر القائمون على هذه المبادرة بتنفيذ المرحلة الثانية والرئيسية فيها، يجوبون فيها برفقة مجموعة من المستثمرين ثلاث دول عربية؛ حيث يجري تنظيم لقاءات، واجتماعات متتابعة، تتيح الفرصة لأصحاب المشاريع الريادية المتأهلة من المرحلة الأولى -وعددها 31 مشروعاً ريادياً- عرض أفكار مشاريعهم أمام المستثمرين، وصولاً إلى هدف "التشبيك" بين المستثمرين، والرياديين، لبحث إمكانيات عقد صفقات استثمارية بين الطرفين في مراحل لاحقة.
وانطلقت جولة الاستثمار بلقاءاتها واجتماعاتها، من محطتها الأولى في مصر يوم الأحد الماضي؛ حيث جرى عرض أفكار لـ11 مشروعاً ريادياً مصرياً، لتحط الجولة في اليومين التاليين في الأردن؛ حيث عرضت يوم الاثنين خمس أفكار من فلسطين ومشروع ريادي واحد من السعودية، فيما عرض 11 ريادياً أردنياً يوم أمس أفكار مشاريعهم أمام المستثمرين، لتنتهي الجولة كما هو مخطط لها اليوم في المحطة الأخيرة في لبنان، عندما يستعرض فيها 5 رياديين أفكار مشاريعهم أمام المستثمرين المحتملين.
و"جولة الاستثمار في التكنولوجيا" هي مبادرة أطلقت خلال الأسبوع الأخير من شهر حزيران (يونيو) الماضي في خمس دول عربية؛ هي مصر، الأردن، فلسطين، السعودية، ولبنان، بشراكة بين كل من مركز الاسكوا للتكنولوجيا (اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا/ الأمم المتحدة)، مجموعة طلال أبوغزالة الدولية، متنزه الحسن للأعمال (إحدى مؤسسات مدينة الحسن العلمية)، وجمعية خبراء التراخيص- الدول العربية.
وترمي المبادرة، التي مر على انطلاقتها نحو أكثر من أربعة أشهر، الى توفير الدعم الممكن للمشاريع الريادية التي تحمل أفكاراً فريدة في قطاعات تكنولوجيا المعلومات والطاقة وغيرها، وإتاحة الفرصة لها بالتشبيك ولقاء مستثمرين، وبشكل تنافسي مر بمراحل خلال الأشهر الأربعة الماضية، بدءاً من التقدم بطلبات وفقاً لشروط محددة، وترشيح الطلبات وصولاً الى المشاريع الـ31 التي تمكنت من اجتياز المراحل السابقة وعرضت مشاريعها أمام المستثمرين خلال الأسبوع الحالي.
وعبر المدير التنفيذي في متنزه الحسن للأعمال، الدكتور وسام الربضي، عن "ارتياحه" لما أنجزته المبادرة حتى اليوم، مشيراً الى أنها نجحت في استقطاب عدد كبير من المشاريع الريادية في دول عربية تتميز بجودة ونوعية عالية.
وتقدم للمبادرة أكثر من مائة طلب من أصحاب المشاريع الابتكارية، من خمس دول عربية؛ هي مصر، الأردن، فلسطين، السعودية، ولبنان، جرى تأهيل واختيار 31 مشروعاً منها للمشاركة في جولات الاستثمار التي نظمت الأسبوع الحالي.
وأكد الربضي، في تصريحات صحفية لـ"الغد"، أنّ المبادرة لن تنتهي بمجرد الخروج من الجولات الاستثمارية؛ حيث ستكون هنالك متابعة من قبل القائمين على المبادرة خلال المرحلة المقبلة مع الشركات الريادية والمستثمرين لتسهيل الوصول الى صفقات استثمارية محتملة.
وأشار الى إمكانيات كبيرة أن ينال عدد من المشاريع التي تأهلت للمراحل النهائية، فرصاً بجذب استثمارات عبر الجولات الاستثمارية، متوقعاً أن تكون هنالك نتائج بإعلان استثمارات ناتجة عن المبادرة في بداية العام المقبل.
وأوضح الربضي، أن الحصة الكبرى من المشاريع الريادية ضمن المبادرة كانت في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشددا على أهمية صفات النوعية والجودة والتفرد، بالفكرة كعوامل أساسية لنجاح الريادي في التطور والنمو بعيداً عن التقليد الأعمى الذي قد ينتهجه بعض الشباب الذين تولدت لديهم قناعة بأن تأسيس المشاريع الريادية في قطاع كتكنولوجيا المعلومات أمر سهل هيّن؛ حيث يقول الربضي "إن الريادة تحتاج الى كد وتعب ومتابعة بعد تبني الفكرة التي تتميز بالتفرد عندما تسد حاجة حقيقية في السوق".
ومن المشاريع الريادية الأردنية، التي عرضت يوم أمس ضمن جولة الاستثمار في عمان، مشروع شركة "مسموع للمعرفة الصوتية" التي تقوم، بحسب مؤسسها علاء سليمان، على فكرة "إنتاج وتوفير وعرض وبيع محتوى للكتب العربية صوتياً".
وأشار سليمان الى أهمية مبادرة "جولة الاستثمار" التي اشترك فيها بهدف البحث عن استثمار جديد للشركة بهدف توسيع نطاق أعمالها، مؤمناً بالفرص الكبيرة التي تنتظر مشروعه في ظل وجود حاجة ماسة للمحتوى العربي الصوتي في أسواق المنطقة العربية.
وكان بيان صحفي وزعته مجموعة طلال أبوغزالة بداية الأسبوع، نقل عن رئيس المجموعة الدكتور طلال أبوغزالة، قوله إن مركز الأسكوا للتكنولوجيا هو الرافعة لهذا المشروع الحيوي المهم، وأضاف "لقد تم تأهيل أفضل المشاريع الريادية من كل دولة للمرحلة النهائية، وتمت مقابلة أصحابها من قبل ممثلي الشركاء في المبادرة، وذلك بهدف تحضير وتهيئة المشاركين للمقابلات التي جرت الأسبوع الحالي".
وأكد أبوغزالة أن هدف جولة الاستثمار هذه هو استغلال الطاقات الابتكارية والإبداعية في خمس دول عربية في منطقة الأسكوا من خلال ربط أصحاب المشاريع الريادية في مجال العلوم والتكنولوجيا مع مجموعة من المستثمرين في المنطقة العربية، وسيتم توفير فرص بتمويل المشاريع في كل دولة يتراوح بين مائة ألف ومليون دولار.